أخبارنا

البيه الشحات.. متسولون مودرن


قالوا قديمًا "الشحات ليه نص الدنيا"، لكن في الوقت الحالي باتت له الدنيا كلها، فلا تستغرب إن وجدت أحد الشحاتين بيده موبيل من أحدث الأنواع، أو يدخن أغلي السجائر، فالوضع الآن أصبح مخيفًا، خاصة بعد انتشار المتسولين في جميع الطرقات والميادين وداخل الموصلات العامة، بل الأدهي أن تلك حرفة تحولت لمهنة، لها قواعد، ويتحكم بها مافيا من البلطجية وأصحاب السوابق.


وخلال السنوات الماضية، ظهرت أنواع جديدة من التسول والمتسولين، فلم يعد مشهد "الشحات" التقليدي العاجز صاحب الملابس الممزقة، بل تغير الوضع لشاب أوفتاة يرتدي أرقي الملابس، يقف في الشارع وينادي عليك:" لو سمحت فلوسي وقعت .. ومحتاج أي حاجة أرجع بلدي.. وخد تلفوني رهن"، وبدلاً من أن تعتذر تجد نفسك متعاطف وتخرج له مبلغ محترم، ليستمر في أسلوبه الأقرب للنصب.

" بوسة علي الخد أو الرأس"، أسلوب جديد لجأ إليه المتسولين داخل الموصلات، وهو محاولة لاستعطافي ، وأغلب من يستخدم ذلك الأسلوب هم الأطفال والسيدات، حيث لا يوجد مفر سوي إخراج الأموال لهم، حتي أهرب من سيل القبلات.

داخل المواصلات العامة، رأيت الكثير من المواقف، الوضع لا يختلف كثير عن الشوارع، فلكل خط " أتوبيس" أو قطار، هناك مجموعة من المتسولين يفرضون سيطرتهم، ومن يحاول العمل من خارج المجموعة يكون نصيبه " علقة موت".

" عالم التسول" في مصر يختلف كثيرًا عن أي دول في العالم، فكل يوم هناك جديد، ويعمل الشحاتين علي ابتكار أساليب جديدة، بعضها يصل لمرحلة النصب، ما جعل الكثير يحجم عن إعطاء المتسول أي أموال.

المحتاج الحقيقي للأموال لن تجده في الشارع يمد يده، لكن قد تجده في مستشفيات مثل " أبو الريش"، أو بعض الأشخاص في الشارع الذين لا يجدون مأوي، فكن حريصًا أين تضع صدقتك.

السيد محمود

ليست هناك تعليقات