أخبارنا

مصطفى أمين يكتب: "نزيف داعش" العنوان الصحيح لإصدار التنظيم الجديد..قراءة فى الدلالات والأسباب

 

مصطفى أمين

يكشف الإصدار الجديد لتنظيم داعش الإرهابي الدموي والذى حمل عنوان "نزيف الحملات" عددًا من المؤشرات والدلالات جميعها تؤكد على أن عناصر التنظيم تعانى بشكل واضح من حالة نزيف داخلى لكافة عناصرها وعملياتها فى قواطعها" المدعاه"فى سيناء والتى يمكن تحديدها فيما يلى :

أولآ:محاولة التشكيك فى نجاح ونجاعة حملات القوات المسلحة المصرية ضد عناصر التنظيم فى سيناء والتى كان آخرها العملية الشاملة ٢٠١٨" والتى كبدت التنظيم خسائر هائلة على كافة المستويات بداية من السيطرة والمنع بشكل شبه كامل على  تسرب عناصر السلفية الجهادية من قطاع غزة إلى التنظيم ومرورآ بالقضاء على معظم وسائل دعمه الليوجستية من مواقع تدريب ومضافات ومحطات مراسلة وتتبع ونهاية بتصفية العشرات من قادته الميدنيين.

ثانيآ:محاولة الإيهام بأنه توسع فى جغرافيته التقليدية المصطنعة بالتمدد خارج قواطعه الاربع (رفح_الشيخ زويد_العريش_جبل الحلال بوسط سيناء) فى منطقة بئر العبد وتحديدا فى قرى آقطية وتوابعها "واقعيآ" غير صحيح لانه فقد السيطرة عليهم فى ايام قليلة ولم ينجح فى كافة محاولاته الفاشلة فى مواجهة قوات الجيش بها وكانت النتيجة تقهقر مابقى من عناصره إلى عمق الصحراء السيناوية.

ثالثآ:الفشل الأهم للتنظيم هو عجزه شبه الكامل عن توجيه عمليات كبيرة او متوسطة ضد القوات المسلحة فى سيناء على مدار ٣سنوات وهو ما دفعه إلى محاولة إظهار وجوده بعملية كمين  جودة ١٣ ضد قوات الشرطة المصرية.

رابعآ:إعتراف التنظيم نفسه من خلال مجلته النبأ الداعشية فى اكثر من عدد منذ يناير ٢٠١٨م إبان بداية العملية الشاملة بعجزه عن مواجهة حملة الجيش المصرى وانه فوض مسئولي القواطع بالتعامل معها وفق كل منطقة وطبيعتها وهو ما حصر عمليات الدواعش الإرهابية  فى مجرد عمليات "إستعراضية" تتمثل فى زرع العبوات الناسفة الغير فاعلة  وعمليات القنص الفاشلة وهى ما يعنى عجز كامل عن المواجهة والإستهداف.

خامسآ:إدعاء التنظيم الإرهابي بقدرته على الإستمرار امر يرتبط بشكل أساسي  بقدرته على الإستقطاب أكثر من قدرته العملياتيه التى لم يغيرها تقريبا منذ خسارة جغرافيته فى ٢٠١٧م والتى انحسرت فى إستنزاف الجيوش وتوجيه الضربات المفاجئة من خلال خلاياه النشطة.

سادسآ:يثبت هذا الإصدار بما لايدع مجال للشك مدى وطنية أهالى سيناء وتعاونهم الكامل مع الدولة المصرية فى مواجهة تنظيم داعش الدموى الذى يمارس ضدهم أبشع انواع التنكيل والعنف والإرهاب ورغم ذلك لازالوا فى خدمة الوطن وان حاضنة الخوف التى حاولت داعش ترسيخها داخلهم انتهت بلا رجعة.

سابعآ:إدعاء التنظيم نجاحه فى تطوير سلاح نوعي قاذفة AMR  "إفلاس" خاصة بعد تجفيف معظم مصادر تمويله وتصفية معظم نقاط توريد السلاح له بداية من أنفاق غزة ونهاية بالسلاح المهرب من ليبيا وان كان الأمر مجرد نقل وإقتباس من محاولات داعشية لتطوير RpGتمت خلال إحلاله لمدينة الموصل العراقية .

ثامنآ:رغم إنخفاض اعداد مقاتلة  التنظيم الداعشي بشكل واضح الا انه لايزال قادر على جذب بعض العناصر من الوادى والدلتا وسيناء خاصة من بقايا جماعة الإخوان والسلفية الجهادية وبقايا حازمون وهو ما يتطلب مزيد من الجهود للقضاء على فلول تلك التنظيمات.

تاسعآ:واضح من الإصدار أن القيادة داخله لازالت مصرية وان المقاتلين بهم عدد محدد من غير المصريين خاصة من غزة وان عناصر الرصد به معظمهم عناصر محلية.

حادى عشر: لازال الجهاز الإعلامي للتنظيم الداعشي قادر على العمل بكفاءة محددة ولازالت عناصر سيناء قادرة على إنتاج محتوى إعلامي ترويجي دموي رغم ان هذا الإصدار يعد الأول بعد ١٥ شهر من الإصدار السابق له والذى جاء تحت عنوان "عهد وثبات" والذى تم بثه فى ١٩سبتمبر ٢٠١٩م.

مقال بقلم، مصطفى أمين، كاتب صحفي وباحث في شئون الحركات الاسلامية

ليست هناك تعليقات